بسواده، محتلاً في عينه وفؤاده (?) ، لا يسلمه إلى مكروه، ولا يفرده في حادث يعروه، وكان من الأدب في منزلة تقتضي إسعافه، ولا تورده من تشفيعه في مورد قد عافه، فكتب إليه ضارعاً في رجل من خواصه اختلط بامراة طلقها ثم تعلها، وخاطبه في ذلك بشعر، فلم يسعفه، وكتب إليه مراجعاً:

ألا أيها السيد المجتبى ويا أيها الألمعي العلم

أتتني أبياتك المحكمات بما قد حوت من ببيع الحكم

ولم أر من قببلها مثلها وقد نفثت سحرها في الكلم

ولكنه الدين لا يشترى بنثر ولا بنظام نظم

وكيف أبيح حمى مانعاً وكيف أحلل ما قد حرم

ألست أخاف عقاب الإله وناراً مؤججه تضطرم

أأصرفها طالقاً بتة على أنوك قد طغى واجترم

ولو أن ذاك الغوي (?) الزري ... تثبت في أمره ما ندم ولكنه طاش مستعجلاً فكان أحق الورى بالندم

انتهى كلام الفتح الذي أردت جلبه هنا.

ولا خفاء أن هذه الحكاية مما يدخل في حكايات عدل قاة الأندلس.

ومن نظم ابن الضحى المذكور ما كتب به إلى بعض من يعز عليه (?) :

يا ساكن القلق رفقاً كم تقطعه الله في منزل قد ظل مثواكا

يشيد الناس للتحصين منزلهم وأنت تهدمه بالعنف عيناكا

والله والله ما حبي لفاحشة أعاذني الله من هذا وعافاكا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015