والله ينصركم ويعلي مجدكم ماسح إثر الصحو ماء غمام
633 - وكان يحيى السرقسطي أديباً، فرجع إلى الجزارين، فأمر الحاجب ابن هود أبا الفضل ابن حسداي أن يوبخه على ذلك، فكتب إليه (?) :
تركت الشعر من عدم الإصابه وملت إلى التجارة والقصابه
فأجابه يحيى:
تعيب علي مألوف القصابه ومن لم يدر قد الشيء عابه
ولو أحكمت منها بعض فن لما استبدلت منها بالحجابه
ولو تدري بها كلفي ووجدي علمت علام أحتمل الصبابه
وإنك لو طلعت علي يوماً وحولي من بني كلب عصابه
لهالك ما رأيت وقلت هذا هزبر صير الأوضام غابه
وكم شهدت لنا كلب وهر بأن المجد قد حزنا لبابه
فتكنا في بني العنزي فتكاً أقر الذعر فيهم والمهابه
ولم نقلع عن الثوري حتى مزجنا بالدم القاني لعابه
ومن يغتر منهم بامتناع فإن إلى صوارمنا إبابه
ويبرز واحد منا لألف فيغلبهم وذاك من الغرابه
ومنها:
أبا الفضل الوزير أجب ندائي وفضلك ضامن عنك الإجابه
وإصغاء إلى شكوى شكور أطلت على صناعته عتابه