ومن ملح المتأخرين: كان بمرسية أبو جعفر المذكور في المطمح، وكان يلقب بالبقيرة، فقال فيه بعض أهل عصره:
قالوا: البقيرة يهجونا فقلت لهم: ماذا دهيت به حتى من البقر
هذا وليس بثور بل هو ابنته وأين منزلة الأنثى من الذكر
وأنشد صاحب الزهر، ولا أذكر قائله (?) :
ماذا لقيت من المستعربين ومن قياس قولهم هذا الذي ابتدعوا
إن قلت قافية بكراً يكون لها معنى يخالف ما قالوا وما وضعوا
قالوا لحنت وهذا الحرف منتصب وذاك خفض، وهذا ليس يرتفع
وضربوا بين عبد الله واجتهدوا وبين زيد فطال الضرب والوجع
وقال صاحب الزهر (?) : أنشد أبو حاتم ولم يسم قائله:
ألا في سبيل الله ماذا تضمنت بطون الثرى واستودع البلد القفر
هذا ما حضر بفضل الله من الاستشهاد على أن ماذا تستعمل بمعنى الخبر والتكثير، ووالله الذي لا إله غيره ما طالعت عليه كتاباً، ولا فتحت فيه باباً، وإنما هو ثمالة من حوض التدكار، وصبابة مما علق به شرك الأفكار، وأثر مما سدك به السمع، أيام خلو الذرع، وعقدت علي الحبى، في عصر الصبا، ورحم الله من تصفح، وتلمح فتسمح، وصحح ما وقع إليه (?) من الاعتلال، وأصلح ما وضع لديه من اختلال، فخير الناس، من أخذ بالبر والإيناس، فبصر من جهلة، وادكر عن وهلة، وإنما المؤمنون إخوة،