وصار من جملة حراس أحواز (?) المدينة.

602 - ويحكى أن منصور بني عبد المؤمن لما أراد بناء صومعة إشبيلية العظيمة القدر أحضر لها العرفاء والصناع من مظانهم، فعرف بشيخ مغفل صحيح المذهب عارف بالبناء الذي يجهله كثير من الصناع، فاحضر، فقال له المنصور: كم تقدر أن ينفق على هذه الصومعة فضحك وقال: يا سيدي، البنيان إنما هو مثل ذكر ليس يقدر حتى يقوم، فكاد المنصور يفتضح من الضحك، وصرف وجهه عنه، وبقيت حكايته يضحك عليها زماناً.

603 - وكان احمد المقريني المعروف بالكساد شاعراً وشاحاً زجالاً إشبيلياً، وقال في موسى الذي تغزل (?) فيه ابن سهل (?) :

ما لموسى قد خر لله لما فاض نور غشاه ضوء سناه

وأنا قد صعقت من نور موسى لا أطيق الوقوف حين أراه

وقال في رثائه (?) :

فر إلى الجنة حوريها وارتفع الحسن من الأرض

وأصبح العشاق في مأتم بعضهم يبكي على بعض

وقال فيه:

هتف الناعي بشجو الأبد إذ نعى موسى بن عبد الصمد

ما عليهم ويحهم لو دفنوا في فؤادي قطعة من كبدي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015