ورد الورى سلسال جودك فارتووا ووقفت دون الورد وقفة حائم

ظمآن أطلب خفّةً من زحمةٍ والورد لا يزداد غير تزاحم

قال ما نصّه: فانظر حسن هذين البيتين كيف جريا كالماء في سلاسته، ووقعا من القلوب كالشهد في حلاوته، مع أن ناظمهما ما خرج عن وصف الماء كلامه، ولا تعدى ذلك المعنى نظامه، حتى قيل: إن فيهما عشرة مواضع من مراعاة النظير، فهما في الحسن ما لهما من نظير، لكنّه ما سلم مليحٌ من عيب، ولا خلا من وقوع ريب، فمع هذه المحاسن الوافية، ما سلما من عيب القافية، انتهى.

ولنختم ترجمته بقوله عند شرح بيت رفيقه:

خير الليالي ليالي الخير في إضمٍ والقوم قد بلغوا أقصى مرادهم

ما نصّه: يقول: إن خير الليالي التي تنشرح لها الصدور، ويحمد فيها الورود والصدور، ليالي الخير في إضم، حيث النزيل لم يضم، والقوم قد وردوا موارد الكرم، وبلغوا أقصى مرادهم في ذلك الحرم.

303 - ومن الراحلين الوليّ الصالح أبو مروان عبد الملك بن إبراهيم ابن بشر، القيسي. وهو ابن أخت ابن صاحب الصلاة البجانسي، نسبة إلى بجانس قرية من قرى وادي آش، وكان - رحمه الله تعالى - في أواسط المائة السابعة، وقد ذكره الفقيه أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن يحيى الأزد يالفشتالي في تأليفه الذي سمّاه تحفة المغرب ببلاد المغرب، وقال فيه: رضوا نفوسهم لتنقاد للمولى سرّاً وعلناً، وزهدوا في الدنيا فلم يقولوا معنا ولا لنا، وانتدبوا لقول الله تعالى: " والّذين جاهدوا فينا لنهدينّهم سبلنا ".

وقال صاحب التأليف المذكور: سألت الشيخ أبا مروان يوماً في مسيري معه من وادي آش إلى بلده بجانس سنة تسع وأربعين وستمائة، فقلت له: أنت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015