لسانك غوّاصٌ، ولفظك جوهرٌ وصدرك بحرٌ بالفضائل زاخر

والله المسؤول أن يرفع قدر مقالك ومقام قدرك، ويوضح منهاج الأدب بنور بدرك بمنّه وكرمه، إنّه على كل شيء قدير.

وكتب قاضي القضاة تاج الدين السبكي، رحمه الله تعالى، في تقريظ الكتاب المذكور ما نصّه: الحمد لله وحده، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، وحدّقت نحو الحدائق، وفوّقت سهمي تلقاء الغرض الشائق، وطرقت إلى ما يضيء أخا الحجى أسهل الطرائق، فما علّل صداي كنسيم الصّبا، ولا كمثله سهماً صائباً صابه من لا صبا، ولا نظرت نظيره حديقة تنبت فضة وذهباً:

وتجيء من ملح الكلا م بطارفٍ أو تالده

كلمٌ نوابغ نحو آفاق المطالع صاعده

لو رامها قسٌّ لما ألفى أباه ساعده

أبدى نتائج عيّه في ذي المعاني الشارده

فعين الله تعالى عليها كلمات عليها منه رقيب، ومحاسن تسلى عندها بالحسن حبيب، وفوائد حسان يذكرنا بها حسان البعيد حسن القريب (?) ، كتبه عبد الوهاب السبكي، انتهى.

وكتب ناصر الدين صاحب دواوين الإنشاء ما صورته: وقفت على هذا الكتاب الذي أشبه الدرّ في انتظامه، والثغر في ابتسامه، وقطر الندى في انسجامه، وزهر الروض في البكر إذا غنّت على غصونه مطربات حمامه، فوجدت بين اسمه ومسماه مناسبة اقتضاها طبع مؤلفه السليم، واتصالاً قريباً كاتصال الصديق الحميم، فتحققت أن مؤلفه - أبقاه الله تعالى وحرسه - أبدع في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015