254 - ومنهم أبو يحيى زكريا بن خطاب، الكلبي، التّطيلي (?) ، رحل سنة 293، فسمع بمكّة كتاب النسب للزبير بن بكار من الجرجاني الذي حدث له عن علي بن عبد العزيز بن الجمحي عن الزبير، وروى موطأ مالك ابن أنس رواية أبي مصعب أحمد بن عبد الملك الزهر ي عن إبراهيم بن سعيد الحذّاء، وسمع بها من إبراهيم بن عيسى الشيباني والقزاز في آخرين، وقدم الأندلس فكان الناس يرحلون إليه إلى تطيلة للسماع منه، واستقدمه المستنصر الحكم وهو وليّ عهد فسمع منه أكثر مروياته، وسمع منه جماعة من أهل قرطبة، وكان ثقة مأموناً، ولي قضاء بلده تطيلة إحدى مدائن الأندلس بعد عمر بن يوسف ابن الإمام.

255 - ومنهم سعد الخير بن محمد بن سعد، أبو الحسن، الأنصاري، البلنسي، المحدّث (?) ، رحل إلى أن دخل الصين، ولذا كان يكتب البلنسي الصيني، وركب البحار، وقاسى المشاق، وتفقه ببغداد على أبي حامد الغزالي، وسمع بها أبا عبد الله النّعّال وطراداً وغيرهما، وبأصبهان أبا سعد المطرز، وسكنها وتزوّج بها وولدت له فاطمة بها، ثم سكن بغداد، وروى عنه ابن عساكر وابن السمعاني وأبو موسى المديني وأبو اليمن الكندي وأبو الفرج ابن الجوزي وابنته فاطمة بنت سعد الخير في آخرين، وتأدب على أبي زكريا التبريزي، وتوفّي في المحرم سنة 541، رحمه الله تعالى، ببغداد، وصلى عليه الغزنوي، والشيخ الواعظ بجامع القصر، وكان وصيّه، وحضر جنازته قاضي القضاة الزينبي والأعيان، ودفن إلى جانب عبد الله ابن الإمام أحمد بن حنبل رضي الله تعالى عنهم أجمعين بوصية منه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015