الزاهد (?) ، سكن قرطبة، قال ابن الفرضي: كان منقطع القرين في العبادة، بعيد الاسم في الزهد، حجّ، وعني بعلم القرآن والقراءات والتفسير، وسمع بمصر من الأسيوطي وابن الورد وابن شعبان وغيرهم، وكان له حظ من الفقه والرواية إلا أن العبادة غلبت عليه، وكان العمل أملك به، ولا أعلمه حدّث، توفّي رحمه الله تعالى سنة ست وستين وثلاثمائة، ودفن في مقبرة الرّبض، وصلى عليه القاضي محمد بن إسحاق بن السليم، ثم صلى عليه حيّان مرّة ثانية، رحمه الله تعالى وأفاض علينا من أنوار عنايته آمين.

253 - ومنهم أبو بكر محمد بن أحمد بن إبراهيم، الصدفي، الإشبيلي (?) ، الأديب البارع، له نظم حسن، وموشّحات رائقة، قرأ على الأستاذ الشلوبين وغيره، ومدح الملوك، ورحل من الأندلس فقدم ديار مصر، ومدح بها بعض من كان يوصف بالكرم، فوصله بنزر يسير، فكرّ راجعاً إلى المغرب، فتوفّي ببرقة، رحمه الله تعالى، وكان من النجباء في النحو وغيره.

ومن نظمه من قصيدة:

ما بي موارد أمسٍ (?) بل مصادره ... اللّحظ أوّله واللّحد آخره أرسلت طرفي مرتاداً فطلّ دمي روضٌ من الحسن مطلولٌ أزاهره

رعيت في خصبه لحظي فأعقبني جدباً بجسمي ما يرويه هامره

وبي وإن لم أكن بالذكر أشهره فالوصف فيه لفقد المثل شاهره

وهي طويلة، وأثنى عليه أثير الدين أبو حيّان، وأورد جملة من محاسن كلامه وبدائع نظامه، رحم الله تعالى الجميع.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015