وتعبّد، وتوفّي بالإسكندرية سنة 617، قاله الذهبي في تاريخه الكبير.

247 - ومن المرتحلين من الأندلس يحيى بن عبد العزيز، المعروف بابن الخرّاز، أبو زكريا، القرطبي (?) ، سمع من العتبي وعبد الله بن خالد ونظرائهما من رجال الأندلس، ورحل فسمع بمصر من المزني والربيع بن سليمان المؤذن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ويونس بن عبد الأعلى محمد بن عبد الله ابن ميمون وعبد الغني بن أبي عقيل وغيرهم، وسمع بمكّة من علي بن عبد العزيز، وكانت رحلته ورحلة سعيد بن عثمان الأعناقي وسعيد بن حميد وابن أبي تمام واحدة، وسمع الناس من يحيى المذكور مختصر المزني ورسالة الشافعي وغير ذلك من علم محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وكان يميل في فقهه إلى مذهب الشافعي، وكان مشاوراً مع عبيد الله بن يحيى وأضرابه، وحدث عنه من أهل الأندلس محمد بن قاسم وابن بشر (?) وابن عبادة وغير واحد، ولم يسمع منه ابنه محمد لصغره، وتوفّي سنة 295، رحمه الله تعالى ورضي عنه.

248 - ومنهم الشيخ الإمام العالم العامل الكامل الزاهد الورع، العلامة جمال الدين أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله، البكري، الشريشي المالكي، كان من أكابر الصالحين والمتورعين، ومولده سنة 601 بشريش، وتوفّي برباط الملك الناصر بسفح قاسيون سنة 685 في 24 رجب، ودفن قبالة الرباط. وله المصنفات المفيدة، تولّى مشيخة الصخرة بحرم القدس الشريف، وقدم دمشق، وتولى مشيخة الرباط الناصري، فلمّا توفّي قاضي القضاة جمال الدين المالكي ولوه مشيخة المالكية بدمشق، وعرضوا عليه القضاء فلم يقبل، وبقي في المشيخة إلى أن توفّي، رحمه الله تعالى ونفعنا به وبأمثاله، آمين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015