إلى الثقة بالله تعالى يد الاستسلام، وشمّرنا عن ساعد الجدّ (?) في جهاد عبدة الأصنام، وأخذنا بمقتضى قوله تعالى: " وأنفقوا في سبيل الله " أخذ الاعتزام، فأمدّنا الله تعالى في ذلك بتوالي البشائر، ونصرنا بألطاف أغنى فيها خلوص الضمائر عن قود العساكر، ونفلنا على أيدي قوّادنا ورجالنا من السّبايا والغنائم ما غدا ذكره في الآفاق كالمثل السائر " وإن تعدّوا نعمة الله لا تحصوها " وكيف يحصيها المحصي أو يحصرها الحاصر، وحين أبدت لنا العناية الربانية وجوه الفتح سافرة المحيا، وانتشقنا نسائم النصر (?) الممنوح عبقة الرّيّا، استخرنا الله تعالى في الغزو بنفسنا (?) ونعم المستخار، وكتبنا بما قد علمتم (?) إلى ما قرب من أعمالنا بالحضّ على الجهاد والاستنفار، وحين وافى من خفّ للجهاد من الأجناد والمطّوعين، وغدوا بحكم رغبتهم في الثواب على طاعة الله مجتمعين، خرجنا بهم ونصر الله تعالى أهدى دليل، وعناية الله تعالى بهذه الفئة المفردة من المسلمين تقضي بتقريب البعيد من آمالنا وتكثير القليل، ونحن نسأل الله تعالى أن يحملنا على جادّة الرضى والقبول، وأن يرشدنا إلى طريق تفضي إلى بلوغ الأمنية والمأمول.

وهذه رسالة طويلة سقنا بعضها كالعنوان لسائرها.

ونال ابن الحكيم - رحمه الله تعالى - من الرياسة والتحكّم في الدولة ما صار كالمثل السائر، وخدمته العلماء الأكابر (?) ، كابن خميس وغيره، وأفاض عليهم سجال خيره، ثم ردت الأيام منه ما وهبت، وانقضت أيامه كأن لم تكن وذهبت، وقتل يوم خلع سلطانه، ومثّل به سنة 708، رحمه الله تعالى،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015