وزلاّت مثلي لا تعدّد كثرةً وبعدي عن المختار أعظمها ذنبا
انتهى.
وخط الوزير ابن الحكيم في غاية الحسن، وقد رأيته مراراً، وملكت بعض كتبه، ونثره - رحمه الله تعالى - أعلى من شعره كما نبّه عليه لسان الدين في الإحاطة.
ومن نثره في رسالة طويلة كتبها عن سلطانه، ما صورته (?) : وقد تقرر عند الخاص والعام، من أهل الإسلام، واشتهر في آفاق الأقطار، اشتهار الصباح في سواد الظلام، أنّا لم نزل نبذل جهدنا في أن تكون كلمة الله هي العليا، ونسمح في ذلك بالنفوس والأموال رجاء ثواب الله لا لعرض الدنيا، وأنّا ما قصرنا في الاستنفار والاستنصار (?) ، ولا أقصرنا عن الاعتضاد بكل من أملنا معاملته والاستظهار (?) ، ولا اكتفينا بمطوّلات الرسائل وبنات الأفكار، حتى اقتحمنا بنفسنا لجج البحار، فسمحنا بالطارف من أموالنا والتّلاد، وأعطينا رجاء نصرة الإسلام موفور الأموال والبلاد، واشترينا بما أنعم الله به علينا ما فرض الله على كافة أهل الإسلام من الجهاد، فلم يكن بين تلبية المدعوّ وزهده، ولا بين قبوله وردّه إلا كما يحسو الطائر ماء الثماد، ويأبى الله أن يكل نصرة الإسلام بهذه الجزيرة إلى سواه، ولا يجعل فيها شيئاً (?) إلا لمن أخلص لوجهه الكريم علانيته ونجواه، ولمّا أسلم الإسلام بهذه الجزيرة الغريبة إلى مناويه، وبقي المسلمون يتوقّعون حادثاً ساءت ظنونهم لمباديه (?) ، ألقينا