بالرملة وأطرابلس والدينور وغيرها من البلدان، وحدث بيسير؛ روى عنه أبو نصر عبد الوهاب بن عبد الله الجبّان من شيوخ عبد العزيز بن أحمد الكناني، وكان مالكياً، وقيل: إنه يذهب إلى الاعتزال، وكان صارماً في الحسبة، ووليها سنة خمس وتسعين وثلاثمائة في أيام الحاكم العبيدي، وتوفي بدمشق في ذي الحجة سنة أربع وأربعمائة، قيل: ثاني عيد الأضحى، وقيل غير ذلك، ذكره ابن عساكر، رحمه الله تعالى.
قلت: ما سمعت بمالكي معتزلي غير هذا، ولعله كان مالكيّاً بالمغرب، فلمّا دخل في خدمة الشيعة حصل منه ما حصل من نسبته لمذهب الاعتزال، فالله تعالى أعلم.
231 - ومنهم أبو أمية إبراهيم بن منبه بن عمر بن أحمد، الغافقي (?) ، من أهل المرية، ونزل مرسية، سمع ببلده من ابن (?) شفيع، وأخذ عنه القراءات، ومن الحافظ ابن سكرة وابن زغيبة (?) وعبد القادر بن الحناط، وبقرطبة من ابن عتاب وابن طريف وأبي بحر الأسدي وابن مغيث وغيرهم، ورحل حاجّاً، فسمع بمكة من أبي عليّ ابن العرجاء أحاديث جعفر بن نسطور وغيرها في شعبان سنة ست وعشرين، وسمع أيضاً من أبي الفتح سلطان بن إبراهيم المقدسي، وقفل إلى بلده، وانتقل بعد الحادثة عليه إلى مرسية، وولي القضاء والخطبة هنالك، وحدّث، وأخذ عنه، وكان فقيهاً مشاوراً، وقيل: إن ابن حبيش سمع منه الأحاديث النسطورية، وأسمع صحيح البخاري آخر ذي الحجة سنة خمس وخمسين وخمسمائة، وكان يحدّث به عن سلطان بن إبراهيم عن كريمة المروزية، وحكى رحمه الله تعالى عن أبي ذرٍّ الهروي أنه قال عند موته: عليكم بكريمة فإنها تحمل