ويغزو في آفاق أندلس العدا بجيش تخطّ الأرض ذبّله خطّا
وكلّ جوادٍ خفّ سنبكه فما ... يمسّ الثرى إلاّ مخالسةً فرطا (?) يؤمّ بها الأعداء ملكٌ أمامه من الرّعب جيشٌ يسع السير إن أبطا
ويرمي جبال الفتح من شطّ سبتةٍ بها فتوافي سبّقاً ذلك الشطّا
بحيث التقى بالخضر موسى، وطارقٌ وموسى به رحلاً لغزو العدا حطّا
وسعيك ينسي ذكر سعيهما به ويوسع سعي المشركين به حبطا
ويوقع في الأعداء أعظم وقعةٍ بها تملأ الأسماع طير الملا لغطا
تجاوب سحم الطير فيه وشهبها كما راطن الزنج النبيط أو القبطا
وتنكر فيها الجوّ والأرض أعينٌ ترى الجوّ ناراً والصعيد دماً عبطا
فتخضب منهم من أشابت بخوفها نصولٌ ترى منها بفود الدّجى وخطا
ويحسم أدواء العدا كلّ صارمٍ (?) ... حسامٍ إذا لاقى الطّلى حدّه قطّا وكلّ كميٍّ كلما خطّ صفحةً بسيفٍ غدا بالرمح ينقط ما خطّا
شجاع إذا التفّ الرماحان مثل ما ... تقلقل (?) في أسنان مشطٍ يدٌ مشطا إذا ما رجت منه أعاديه غرّةً رأت دون ما ترجو القتادة والخرطا
فيجدع آناف العداة بسيفه ... وينشقها بالرمح ريح الردى سعطا (?) يبيد الأعادي سطوةً ومكيدةً فيحكي الأسود الغلب والأذؤب المعطا
سرى في طلاب المعلوات فلم يزل يمدّ يداً مبسوطةً وندى بسطا
ولو نازعت يمناه جذباً شماله لبوساً من الماذيّ لانعقّ وانعطّا
يصول بخطّيٍّ لكلّ مرشّةٍ به أثرٌ يعزوه للحية الرّقطا
قناً (?) تبصر الآكام فرعاً كواسياً ... بهنّ وقد أبصرن عاريةً مرطا