ذلك، وذكر أبو حيان أنه لم يقم بفاس إلاّ ثلاثة أيام، وأدرك فيها أبا القاسم الزياتي، وخرج أبو حيان من الأندلس سنة تسع وسبعين وستمائة.
وكان جماعة من أعلام الأندلس رحلوا منها، فلما وصلوا إلى العدوة أقاموا بها، ولم يذهبوا إلى البلاد الشرقية:
217 - منهم الشيخ النحوي الناظم الناثر أبو الحسن حازم بن محمد القرطاجني (?) ، وهو القائل يمدح أمير المؤمنين المستنصر بالله صاحب تونس (?) :
أمن بارقٍ أورى بجنح الدّجى سقطا تذكرت منحلّ الأجارع فالسّقطا
وبان ولكن لم يبن عنك ذكره وشطّ ولكن طيفه عنك ما شطّا
حبيب لو أن البدر جاراه في مدىً من الحسن لاستدنى مدى البدر واستبطا
إذا انتجعت مرعاً خصيباً ركابه غدا لحظ عيني يشتكي الجدب والقحطا
لقد أسرعت عني المطيّ بشادنٍ تسرّع في قتل النفوس وما أبطا
ظننت الفلا دار ابن ذي يزنٍ بها وخلت المحاريب الهوادج والغبطا
فكم دميةٍ للحسن فيها وصورةٍ تروق وتمثالٍ من الحسن قد خطا
حمائل لاحت كالخمائل بهجةً سقيط الحيا فيهنّ لا يسأم السقطا
توسّد غزلان الأوانس والمها به لوشي والديباج لا السّدر والأرطى
ولم يسب قلبي غير أبهرها سناً وأطولها جيداً وأخفقها قرطا
أيا أربّة الأحداج سيري فتعلمي ... وما بك جهلٌ، أنّ سهمك ما أخطا