قهوةٍ كالعنبر السّحيق ... سوداء مثل مقلة المعشوق

أتت كمسكٍ فائحٍ فتيق ... شبّهتها في الطعم بالرّحيق

تدني الصديق من هوى الصديق ... وتربط الودّ مع الرفيق فلا عدمت مزجها بريقي ... وما زلت ألهج بما أفادنيه شيخي من أماليه، وأتصفح الدهر الذي جمعته عنه من أسافله إلى أعاليه، وأستشكل على الأحباب والأصحاب في أثناء المسامرة، ما أفادنيه سيدي من تسمية المرحوم القاضي التنوخي كتابه نشوار المحاضرة حتى ظفرت بأصلها في القاموس في مادة نشر، فإذا هي عربية محضة، فإنّه قال: ونشورت الدابة نشواراً: أبقت من علفها، ولقد تعجبت من بلاغة هذه التسمية وعذوبتها، وحسن المجاز فيها مع سلاستها وسهولتها، وأحببت عرضها على شيخي حفظه الله تعالى ليفرح لي بين تلامذته كما فرح طبعي به حفظه الله تعالى بين أساتذته، وليعلم أنّي لم أنس ما أفادنيه في خلال المحاورة، أيام المؤانسة والمجاورة، فوالله إنّه سميري، في ضميري، وكليمي، مابين عظمي وأديمي:

يديرونني عن سالم وأديرهم ... وجلدة بين العين والأنف سالم

الطرس طما وما مضت قصتنا ... لا ذنب لنا حديثنا لذّ فطال وحرر يوم السبت المبارك غرّة جمادى الآخرة من شهور سنة ثمان وثلاثين بعد الألف، أحسن الله ختامها بحرمة محمد وآله الطيّبين الطاهرين، وحسبنا الله ونعم الوكيل، نعم المولى والنصير، والحمد لله وحده، عبده الفقير الحقيرالمشتاق، المذنب المقصر لسيده عن اللحاق، الذي لم يبرح عن العهد المتين، أحمد الشامي بن شاهين، انتهى.

ولو تتبعت ما له حفظه الله تعالى من النظم والنثر، اللذين غلب فيهما بلغاء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015