بياني، لتعزية شيخي، حفظه الله تعالى في أصله وفرعه، وضرعه وزرعه، وفرعه ونبته، وأمه وبنته، أما الوالدة الماجدة فإنّي إن أمسكت عن بيان كرم أصلها، يسمو بها كرم فرعها ونسلها، فرحم الله تعالى سلفها، وأبقى خلفها، ولا حرم سيدي ثمرة رضاها، ورضي عنها وأرضاها؛ وأمّا المخدّرة الصغيرة، فالمصيبة فيها كبيرة، إذ العمومة مقّرية، والخؤولة وفائية، فهي ذات النّجارين، وحائزة الفخارين، كأنّ سيدي - أعزّه الله تعالى - لم يرض لها كفواً ومهراً، فاختار القبر أن يكون له صهراً، وخطبة الحمام لا يمكن ردها، وسطوة الأيام لا يستطاع صدها، كما قال أبو الطّيب المتنبي أيضاً:
خطبةٌ للحمام ليس لها ر ... دّ وإن كانت المسمّاة ثكلا
وإذا لم تجد من النّاي كفؤاً ... ذات خدرٍ أرادت الموت بعلا أسأل الله تعالى أن تكون هذه الخطبة قافية الخطوب، وهذا النّدب المبرّح آخر الندوب، وأن يعوض سيدي عن حبيبه المبرقع المقنّع، حبيباً معمّماً تتحرى النجابة منه المصنع، وأن يبدله عن ذات الخمار والخضاب، بمن يصول بالحراب، ويسطو باليراع ويشتغل بالكتاب:
وما التأنيث لاسم الشمس عيبٌ ... ولا التّذكير فخرٌ للهلال اللهم يا أرحم الراحمين، إنّي أتوسّل إليك بنبيّك محمّد صلى الله عليه وسلّم وآله الطيّبين الطاهرين، أن تأخذ بيد عبدك شيخي المقّريّ في كل وقت وحين، آمين.
ومن فصول هذا الكتاب ما صورته: ولما وصلني سيدي بهديته التي أحسن بها من كتاب الاكتفاء، داخل طبعي الصفاء، ونشطت إلى نظم بيتين فيهما التزام عجيب لم أر مثله، وهو أن يكون اللّفظ المكتفى به معنى اللّفظ المكتفى منه، فإن الاحتفاء والاحتفال بمعنى الاعتناء، كما أفاده شيخي، فيكون على