والدهور، من عجز لسان القلم، عن التصريح باسمه الشريف في هذا الرقم، لا زالت المدارس مشرقة بإلقائه فيها الدروس، ولا برحت البقع عامرة بوجوده بعد الدّروس، ما سطّرت آيات الأشواق في الصحائف والطروس، وأرسلت من تلميذ إلى أستاذ بسبب نسبته إليه فحصل على المطلوب من شرف النفوس، هذا، والذي يبدي لحضرتكم، وينهي لطلعتكم، أن الراقم لهذه الصحيفة، المشرّفة ببعض أوصافكم اللّطيفة، المرسلة لساحة فضائلكم المنيفة، هو تلميذكم من تشرف بدرسكم، وافتخر بإجازتكم، يبدي لكم تلهّفه لنيران أشواقه التي التهبت، وتأسفه على الأيّام السالفة مذهبة في خدمتكم (?) لا ذهبت، وتوجّعه لهذه الأزمان التي استرجعت بالبعد عنه من ذمّته ما وهبت، وتطلعه إلى ما يشنّف به الأسماع من فضائله التي سلبت (?) العقول وانتهبت، فلم يزل يسأل الرواة عنها، ليلتقط منها، وقد تحقّق أن فرائدها لا يلفي لها نظيراً ولا يدرك لها كنها (?) ، وكيف لا ومنها يتعلّم الفاضل اللبيب، وإليها يفتقر السعيد ويتودّد حبيب، وعليها يعتمد ابن العميد، ولم تنفكّ راقيةً في درج المزيد، وعبد الحميد عبد الحميد، وعلم شيخي محيط بصدق محبتي وإخلاصها، وشدّة حرصي على تحصيل فوائد مولانا واقتناصها، وأنّني لا أزال ذاكراً لمحاسنه التي ليست في غيره مجموعة، ومتطفّلاً على ثمار أفكاره التي هي لا مقطوعة ولا ممنوعة، وخاطره الشريف على الحقيقة يشهد بذلك، فلا يحتاج هذا العبد إلى بيّنة لدى مولانا الأستاذ المالك، وحقيق على من فارق تلك الأخلاق الغرّ، والشمائل الزّهر، والعشرة المعشوقة، والسجايا الموموقة، والفضائل الموفورة، والمآثر المشهورة، أن يشق جيب الصبر، ويجعل النار حشو الصدر: