لرسالة العارف بالله تعالى سيدي الشيخ أرسلان، فكتبت ما صورته:
أحمد من خصّص بالأسرار ... قدماً من الصوفيّة الأبرار
أتاحهم عوارف المعارف ... والحكم السابغة المطارف
فهم بهم تستمطر الأنواء ... وتظهر الأنوار والأضواء
ومن أجلّهم سناءً وسنى ... من ذاد عن عين المعالي الوسنا
شيخ الشيوخ العارف الكبير ... الشيخ أرسلانٌ الشهير
فكم إشاراتٍ له أبانا ... بها علوماً من حلاها ازدانا
وكم عباراتٍ تلا آياتها ... تعيا الفحول عن مدى غاياتها
ومن رأى رسالة التوحيد ... له انتحى مناهج التسديد
فهي تنادي من أبى أن يسلكا ... يا معرضاً شركٌ خفيٌّ كلّكا
ومن أضلّ القصد في مهامه ... هدته للخروج عن أوهامه
وكم بها من باب معنىً مغلق ... عمّن يقيّد الوجود المطلق
فما بغير الفتح يدرى الباطن ... ووارد الفيض له مواطن
وقد رأيت في دمشق الشّام ... شرحاً لها أنبأ عن إلهام
للكلشنيّ ذي الوفا بالوعد ... شمس العلا محمد بن سعد
لا زال في أوج التجليّ صاعدا ... وعون ربّنا له مساعدا
ومذ أجلت ناظري في حسنه ... ألفيته مستبدعاً في فنّه
ودلّ ما أبداه من معاني ... على شهودٍ بالهدى معاني
لأنّه أجاد في تقرير ... ما اعتاص بالإتقان والتحرير
وأبرز الأبكار من خدور ... أفكاره حالية الصدور
فالله يجزيه الجزاء الأوفى ... في يوم تبدي الأنبياء الخوفا
وخطّ هذا المقّريّ من وجل ... مرتجياً من ربّه عزّ وجلّ
كشف كروبٍ عقد صبرٍ حلّت ... منه وغفران ذنوبٍ جلّت