وأطلع النّجوم من أعيان ... بأفقها السامي مدى الأحيان
فكلّ أيّامهم مواسم ... من الصّفا ثغورها بواسم
وذكرهم قد شاع بين الأحيا ... إذ قطرهم به الكما يحيا
وبشرهم حديثه لا ينكر ... ومسند الجامع عنهم يذكر
وقد حكت جوارح الذي ارتحل ... إليهم صحيح ما له انتحل
فسمعه عن جابرٍ، والعين عن ... قرّة تروى، واللسان عن حسن
فحلّ من أتاحهم آلاءه ... حتّى أبان نورهم لألاءه
نحمده سبحانه أن أسدى ... من الأمان ما أنال القصدا
وننتحي صوب صلاةٍ باهره ... إلى الرّسول ذي السّجايا الطاهره
أجلّ من خاف الإله واتّقى ... محمد الهادي الرّسول والمقتدي
وبعد، فالعلم أساس الخير ... وكيف لا وهو مزيح الضير
وهو موصّلٌ إلى منهاج ... هدىً ورشدٍ ما له منهاجي
وما بغير العلم يبدو العلم ... وليس من يدري كمن لا يعلم
خصوصاً الحديث عن خير البشر ... فإنّ فضله على الكلّ انتشر
ولم يزل يعنى به كلّ زمن ... من الرواة كلّ صدرٍ مؤتمن
وإنّني عند دخول الشام ... لقيت من بها من الأعلام
وشاهدت عيناي من إنصافهم ... ما حقّق المحكيّ عن أوصافهم
وإنّ من جملتهم أوج الذكا ... والنيّر الزري سناه بذكا
ابن المحاسن الذي قد طابقا ... منه مسمّى الإسم إذ تسابقا
اللّوذعيّ الألمعيّ يحيى ... لا زال رسم المجد منه يحيا
وهو الذي أغراه حسن الظنّ ... على انتمائه لأخذٍ عني
وكان قارئ الحديث النّبوي ... لديّ في الجامع، أعني الأموي
بمحضر الجمع الغزير الوافر ... ممّن وجوه فضلهم سوافر