كيف السبيل إلى الحياة ومهجتي ... في قبضة الأشواق كالمسجون

ما أنت إلا البدر لاح بأفقنا ... شهراً وكان ضياؤه يهديني

وإليكها يا شيخ دهري غادةً ... غنيت عن التحسين والتزيين

جاءتك تعرض في الوداد كمالها ... وإذا لحظت جمالها يكفيني

هي بنت لحظتك التي تؤوي النّهى ... لا بنت ليلتي التي تؤويني

ما الفخر في دعوى البديهة عندها ... الفخر قولك إنّها ترضيني

حسبي أبا العباس منك إصاخةٌ ... تقضي بموت عداي أو تحييني

يا لهف نفسي كيف أبلغ مدحةً ... أضمرتها في سريّ المكنون

فلسان حبّي بالغٌ أقصى المدى ... ولسان مدحي في القصور يليني

ما الشعر يستوفي حقوقك لي ولو ... أهديت في نظمي عقود سنيني

حلّقت أصطاد النجوم، وإنّها ... تزهى بعقدٍ في علاك ثمين

فرأيت في العيّوق طبعك سيدي ... نسراً أسفّ لعجزه شاهيني

قد خفّ شعري من قصور طبيعتي ... ولربّما قد كان جدّ ركين

وإذا عجزت عن الفرائض جاهداً ... فادأب عساك تفوز بالمسنون

هو قبلتي فلأغتدي متمسكاً ... منه بحبلٍ في النجاة متين

واسلم فديتك زائراً ومشرّفاً ... أفدي مواطئ نعله بجبيني

وكذاك عمري في هواك مقسّمٌ ... بين الدعاء الجدّ والتأمين وقال حفظه الله تعالى في ذلك:

حنانيك إنّ الدمع بالودّ معرب ... وإنّي في شرقٍ وأنت مغرّب

ورحماك بي إنّي قتيل صبابةٍ ... بمن هو أوفى في الفؤاد وأنجب

ووعدك لي بالعود إنّي معلّلٌ ... به مهجةً قد أوشكت تتصوّب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015