كم مرّةٍ قالا ... أنا الذي أهوى من هو أنا

فلا أرى حالا ... ولا أرى شكوى إلاّ الفنا

لست كمن مالا ... عن الّذي يهوى بعد الجنى

ودان بالسّلوان ... هذا هو البهتان للعارفين

سلوهم ما كان ... عن حضرة الرحمن والآفكين

دخلت في بستان ... الأنس والقرب كمكنسه

فقام لي الرّيحان ... يختال بالعجب في سندسه

أنا هو يا إنسان ... مطيّب الصّبّ في مجلسه

جنّان يا جنّان ... اجن من البستان الياسمين

وحلّل الرّيحان ... بحرمة الرحمن للعاشقين وقال الإمام الصفي ابن ظافر الأزدي في رسالته (?) : رأيت بدمشق الشيخ الإمام العارف الوحيد محيي الدين بن عربي، وكان من أكبر علماء الطريق، جمع بين سائر العلوم الكسبية وما وفّر له من العلوم الوهبية، ومنزلته شهيرة، وتصانيفه كثيرة، وكان غلب عليه التوحيد علماً وخلقاً وحالاً، لا يكترث بالوجود مقبلاً كان أو معرضاً، وله علماء أتباع أرباب مواجيد وتصانيف، وكان بينه وبين سيدي الأستاذ الحرار إخاء ورفقة في السياحات، رضي الله تعالى عنهما، انتهى.

وذكر الإمام سيّدي عبد الله بن سعد اليافعي اليمني في الإرشاد أنّه اجتمع مع الشهاب السّهروردي، فأطرق كل واحد منهما ساعة، ثم افترقا من غير كلام، فقيل للشيخ ابن عربي: ما تقول في السّهروردي فقال: مملوء سنّةً من قرنه إلى قدمه، وقيل للسّهروردي: ما تقول في الشيخ محيي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015