البحث الثاني عشر في الفرق بين الوضع والاستعمال والحمل

يستعمل للفظ، كما يصدق على المتلفظ ذلك؛ ولأن كون اللفظ بحيث يفهم إذا نطق به ثابت للفظ قبل النطق والاستعمال، والثابت قبل اللفظ غيره.

البحث الثاني عشر

في الفرق بين الوضع والاستعمال والحمل، فإنها تلتبس على كثير من الناس، وهي متعلقة بما نحن فيه والحاجة إليها ماسة، فالوضع في اصطلاح العلماء يقال بالاشتراك على ثلاثة معان:

أحدها: جعل اللفظ دليلا على المعنى كتسميه الولد زيدا، ومنه وضع اللغات.

وثانيها:] غلبة استعمال اللفظ في المعني [حتى يصير أشهر فيه من غيره، وهذا هو وضع الحقائق الشرعية، والعرفية، فإن حملة الشريعة لم يجتمعوا في موضع واحد، أو زمان واحد، وقالوا: نتفق على تسمية] النقص [والقلب، والعكس، وغير ذلك من أسماء] العبادات [.

كما اتفقوا على تسمية الاعتكاف للبث الخاص، والموالاة والترتيب للصفتين الخاصتين في الطهارات.

وكذلك لم يجتمع أهل العرف على جعل اللفظ للدابة بإزاء الحمار أو غيره، بل كثر الاستعمال في هذه المعاني وهجر غيرها، حتى صار لا يفهم إلا هي، فهذا معني الوضع فيها.

وثالثها: أصل الاستعمال، ولو مرة واحدة، وهو المراد بقول العلماء: من شرط المجاز الوضع أو ليس من شرطه ذلك، خلاف، ومرادهم بالوضع أنه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015