باب النسب والإضافات التي لا وجود لها في الأعيان؛ بل فذ الأذهان فقط.
والنسب الذهنية مغايرة للأمور الخارجية قطعًا، ويكفى في ذلك أن أحدهما ذهني، والآخر خارجي.
ولذلك غلط من ألزم الأشعري أنت يعرب (السموات والأرض) في قوله تعالى: {خلق السموات والأرض} [الأنعام: 1] لأن الخلق مصدر اتفاقًا. وهو عنده نفس المخلوق، فالمخلوق مصدر، والمخلوق هو السموات والأرض، فهي مصدر، وهو خلاف إجماع النحاة.
وجوابه: ما تقدم أنه نفسه في الخارج، بمعنى أنه ليس زائدًا عليه.
ولفظ المصدر موضوع -هاهنا -لنسبة ذهنية، كالتقدم، والتأخر، ونحوهما.
فتلك النسبة هي تعرب لفظها مصدرًا، أما في الخارج فلا.
وكذلك في الخلق مع المخلوق تغاير لفظًا، ومعنى، وأحدهما ذهني، والآخر خارجي، وهو ليس زائدًا على الخارجي.
أما أنه نفسه في العقل، والمفهوم، فلم يقل أحد، وهو خلاف الضرورة أيضًا: قوله تعالى: {هذا خلق الله} [لقمان: 11]، مجاز باتفاق النحاة، وأنه من باب التعبير بالمصدر عن المفعول، نحو: ضرب الأمير، ونسيج اليمن، ورجل عدل، ورضا.
أي مضروب الأمير، ومنسوج اليمن، وعادل، ومرضى.
قوله: (لا نفع للمكلف في صفات -الله -تعالى):
قلنا: صفات الله -تعالى -أربعة أقسام:
ذاتية: نحو: أزلي، أبدى.