قلت: سؤاله غير متجه؛ لأن المصنف جعله كاذبًا إن أراد بقوله: أنا كاذب، الخبر الأخير لحصول الاتحاد مع أنا التعدد شرط، فلا يضره أن يكون هذا أيضًا كاذبًا إن لم يقل في يومه غير هذا الخبر، فالشرط عند المصنف أيضًا منفى، فهو كاذب في قوله: أنا كاذب؛ لعدم الشرط في صحة الكذب؛ لأجل اتحاد الخبر وانفارده، ولا يلزم من ذلك اتحاد المتعلق والمتعلق، وأن مثال المصنف يلزم صحة الصدق فيه لصحة الاتحاد، فلا يتجه السؤال.
وقوله: (الغرض يتأتى بالصدف أيضًا) معناه: إذا قال: كل أخباري صادقة، وكان ما صدق قط، فيأتي الترديد الذي ذكره المصنف بعينه، فهذا من سراج الدين توسعة، وليس سؤلًا.
وقوله: (كل إخباراتي كاذبة-إن صدق منها شيء كذب هذا الخبر، وإلا كذب هذا.
معناه: أنه إذا لم يصدق منها خبر يكون هذا الخبر صادقًا باعتبار ما مضى من الأخبار، ويكون كذبًا؛ لأنه قال: كل إخباراتي، ومن جملتها هذا الخير، فقد أخبر عنه بالكذب، ومثل غير سراج الدين بالقائل في بيت لم يتكلم فيه قط: أنا كاذب في كل ما قلته في هذا البيت، فجعل البيت عوض تمثيل سراج الدين باليوم، ولذلك إذا لم يقل في البيت إلا صدقًا، فقال: كل ما قلته في هذا البيت صدق، وتقريره ما تقدم.
(مسألة)
في تعديل الصحابة
قال سيف الدين: اختلفوا في الصحابي من هو؟ فقال أكثر الشافعية،