أحمد بن محمد بن حاجب فأمر بعزله عن الخزانة وحبسه في بيت العمال بفصيل باب الجنان من قصر قرطبة، وذلك في شهر المحرم من سنة 364هـ (أكتوبر 974م1) .
وفي السجون رجال اختصوا بتعذيب المساجين، يعرف كل منهم باسم "الضاغط" ولدينا عدة أسماء اشتهرت بالقسوة، فهناك ضاغط يدعى "عمير" كان مسئولاً عن التعذيب في السجن إبان عهد الأمير محمد بن عبد الرحمن، وهو الذي عناه الشاعر عبد الله بن حسين بن عاصم عندما خاطب الأمير محمد بن عبد الرحمن مغرياً إياه بابن عمه سعيد بن عبد الملك بن سعيد بن عاصم، صاحب الطراز، وذلك عندما نكبه الأمير، فقد قال عبد الله بن عاصم:-
أحل عليهم عميرا أن يذيقهم ... طيب العصافير إن القوم قد سمقوا2
وعمير هذا هو الذي عناه الشاعر السفير يحيى الغزال بقوله وهو يخوف أحد الظلماء:-
فكأني بعمير منك ... قد سل الحشاشة
أنت والله كما حا مت ... على النار الفراشة3
ويصف ابن حيان عميرا هذا بقوله: "كان ضاغطاً للأمير محمد، وكان يتولى له تعذيب من يسخط عليه، يبدع في ذلك مكاره يستعاذ بالله