الأموية بالأندلس شامية بكل شيء، فلا غرابة إذاً أن يقدم الشامي على من سواه.
وعلى أية حال فقد ظلت مسألة تقديم الشامي على البلدي في الوزارة معمولاً بها حتى بعد إمارة الأمير محمد، فعندما أراد الوزير عيسى بن أحمد بن أبي عبد هـ أن يجلس أعلى من الوزير موسى بن حدير أصدر الأمير عبد الله بن محمد أمره بأن يبقى الوزير ابن حدير مقدماً على الوزير ابن أبي عبده وفقاً لما رسمه والده الأمير محمد من قبل1.
وللوزير بالأندلس حاجب ينظم عملية دخول الناس عليه، فإذا زاره وزير مثله، فإن الرسم يقتضي ألا يحجبه ولا لحظة، بل يبادر بالقيام إليه، إذ أن الوزير لا يقوم إلا لوزير مثله2، وكما أن له حاجب فكذلك لديه كاتب خاص3، وعدد من المعاونين أشبه ما يكون بالسكرتارية في الوقت الحالي، وأما الوزراء فإن لديهم كاتب خاص مقره بيت الوزارة 4.