وتزوّج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم جويرية بنت الحارث من بني المصطلق وكانت سبيت في غزوة بني المصطلق، فوقعت في سهم ثابت بن قيس، فكاتبها، فقضى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كتابتها وتزوّجها سنة ستّ من الهجرة، وتوفّيت سنة ستّ وخمسين، وهي الّتي أعتق المسلمون بسببها مائة أهل بيت من الرّقيق، وقالوا: أصهار رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وكان ذلك من بركتها على قومها- رضي الله عنها- (?) .
وتزوّج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم صفيّة بنت حييّ من ولد هارون بن عمران أخي موسى، سنة سبع، فإنّها سبيت من خيبر، وكانت قبله تحت كنانة بن أبي الحقيق فقتله رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، توفّيت سنة ستّ وثلاثين، وقيل: سنة خمسين.
ومن خصائصها: أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أعتقها وجعل عتقها صداقها (?) . وقال أنس «أمهرها نفسها» وصار ذلك سنّة للأمّة إلى يوم القيامة أنّه يجوز للرّجل أن يجعل عتق جاريته صداقها وتصير زوجته.
وتزوّج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ميمونة بنت الحارث الهلاليّة تزوّجها بسرف وبنى بها بسرف، وماتت بسرف، وهو على سبعة أميال من مكّة وهي آخر من تزوّج من أمّهات المؤمنين، توفّيت سنة ثلاث وستّين، وهي خالة عبد الله بن عبّاس- رضي الله عنهما- فإنّ أمّه أمّ الفضل بنت الحارث، وهي خالة خالد بن الوليد أيضا، وهي الّتي اختلف في نكاح النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، هل نكحها حلالا أو محرما؟ فالصحيح أنّه تزوّجها حلالا كما قال أبو رافع (?) . السّفير في نكاحها.
قال المؤلّف- رحمه الله-: وقد غلط من قال: نكحها محرما، وتقديم حديث من قال: «تزوّجها حلالا» من عشرة أوجه مذكورة في غير هذا الموضع (?) .
فهؤلاء جملة من دخل بهنّ من النّساء وهنّ إحدى عشرة.
قال الحافظ أبو محمّد المقدسيّ وغيره: وعقد على سبع ولم يدخل بهنّ.
فالصّلاة على أزواجه تابعة لاحترامهنّ وتحريمهنّ على الأمّة، وأنّهنّ نساؤه صلّى الله عليه وسلّم في الدّنيا والآخرة، فمن فارقها في حياتها ولم يدخل بها لا يثبت لها أحكام زوجاته اللّاتي دخل بهنّ، ومات عنهنّ صلّى الله عليه وعلى أزواجه وذرّيّته وسلّم تسليما.