عند علماء الشريعة اتباع مخصوص هو: أن يتبع الرجل ما جاء عن النبي صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه.. كما قال الإمام أحمد بن حنبل، ويدخل في الألفاظ الاصطلاحية تلك الألفاظ التي انتقلت في الإسلام من معانيها اللغوية المتعارف عليها قبلا إلى معان شرعية مثل الصلاة والزكاة والصوم والحج ونحوها.
وقد اعتمدنا في ذلك على ما يزخر به التراث العربي من مؤلفات خاصة بالمصطلحات ومن أهمها: التعريفات للجرجاني، وكشاف اصطلاحات الفنون للتهانوي، والتوقيف على مهمات التعاريف للمناوي (?) ، وحيث لم يرد لفظ الصفة ضمن كتب المصطلحات فقد كان علينا أن نستنبط هذا التعريف مما ذكره المفسرون وشراح الحديث وعلماء اللغة ولم يكن من النادر أن نجد ألفاظا استعملت في مجال الأخلاق أو القيم التربوية قد بقيت على أصل معناها في الاستعمال اللغوي وهنا كان يتفق المعنيان اللغوي والاصطلاحي.
لقد كان علينا- في بعض الأحيان- أن نرجع إلى كتب المصطلحات المتخصصة التي ظهرت حديثا لنأخذ منها تعريف بعض الألفاظ التي تطورت معانيها الاصطلاحية وذلك مثل: الإحباط أو القلق أو غيرهما مما تناوله علماء التربية وعلم النفس غير مغفلين- بالطبع- ما كتبه الأسلاف حول هذه المصطلحات.
يحتوي هذا الفهرس على الألفاظ التي قد يظن أنها مترادفة أي متساوية في الدلالة ولكنها في الحقيقة ليست كذلك، إذ يظهر الاختلاف في معناها إما بحسب الأصل اللغوي كما في التدبر والتأمل والتفكر، وإما بحسب السياق الذي ترد فيه وذلك مثل السنة والحول أو المطر والغيث، وقد أفدنا هذه الفروق من كتب الفروق اللغوية مثل كتاب أبي هلال العسكري، ومن كتب التفسير وشروح الحديث، إضافة إلى ما ذكره علماء اللغة.
لقد رتبت هذه الفروق وفقا للفظ الأول في مجموعة الألفاظ التي يراد التفريق بين معانيها.
الوجوه والنظائر علم مهم من علوم القرآن الكريم يتناول تلك الألفاظ التي تتعدد معانيها بحسب السياق الذي ترد فيه، وقد ألفت فيها كتب كثيرة بعناوين مختلفة مثل «ما اتفق لفظه واختلف معناه من ألفاظ القرآن المجيد» لأبي العباس المبرد ومثل الأشباه والنظائر لمقاتل بن سليمان، والوجوه والنظائر لابن العماد، والتصاريف ليحيى بن سلام، وغيرهم، وقد أفدنا في الموسوعة من جهود هؤلاء العلماء وخاصة نزهة الأعين النواظر لابن الجوزي، وقد تضمن بصائر ذوي التمييز للفيروزابادي قدرا لا بأس به من تلك الوجوه، ولا ندّعي أننا استقصينا كل ألفاظ الوجوه والنظائر وإنما أشرنا فقط إلى الألفاظ القرآنية الواردة في الموسوعة مما يندرج تحت مسمى «الوجوه» أي وجوه استعمال اللفظ الواحد في سياقاته المختلفة وذلك مثل لفظ الهدى، الذي أورد له علماء الوجوه ما ينيف على عشرين معنى، ولا يختلف الترتيب هنا عن الترتيب في الفهارس السابقة.
لقد تضمنت الموسوعة في أحيان كثيرة بيان الأحكام الفقهية (الشرعية) من وجوب أو ندب أو إباحة في الصفات أو القيم المأمور بها، ومن نحو الحرمة أو الكراهة في الصفات أو القيم السلبية المنهي عنها، كما تضمنت العديد من آداب السلوك وفقا لما ورد في الكتب المعتمدة مثل المغني لابن قدامة، وغذاء الألباب للسفاريني الحنبلي وغيرهم، وقد أظهر الفهرس ما أوردته الموسوعة من تلك الأحكام وهذه الآداب، مرتبة إياه على حروف المعجم، ولا ندعي بذلك أن في الموسوعة ما يغني عن الرجوع إلى المصادر الأصلية ولكنها يقينا ترشد إلى مواطن هذه الأحكام وتبرز أهمها فتيسر الرجوع إليها من ناحية، وتقدم زادا سريعا لمن يريد الوقوف على الحكم الشرعي من ناحية أخرى، أما آداب السلوك فالمراد بها تلك الأمور التي حث عليها الشارع مثل آداب عيادة المريض أو قراءة القرآن، كما يراد بها أيضا معالجة أمراض السلوك مثل معالجة الوهم.