رسول الله. قال عمر: وأنا أشهد، ثمّ أتى رسول الله فقال يا رسول الله أو لسنا بالمسلمين أو ليسوا بالمشركين؟ قال: «بلى» قال فعلام نعطي الذّلّة في ديننا؟ فقال: «أنا عبد الله ورسوله لن أخالف أمره ولن يضيّعني» . ثمّ قال عمر ما زلت أصوم وأتصدّق وأصلّي وأعتق من الّذي صنعت مخافة كلامي الّذي تكلّمت به يومئذ حتّى رجوت أن يكون خيرا. قال ودعا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عليّ بن أبي طالب فقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «اكتب بسم الله الرّحمن الرّحيم» . فقال سهيل بن عمرو: لا أعرف هذا، ولكن اكتب باسمك اللهمّ. فقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «اكتب باسمك اللهمّ هذا ما صالح عليه محمّد رسول الله سهيل بن عمرو» .
فقال سهيل بن عمرو: لو شهدت أنّك رسول الله لم أقاتلك، ولكن اكتب هذا ما صالح عليه محمّد بن عبد الله سهيل بن عمرو على وضع الحرب عشر سنين يأمن فيها النّاس، ويكفّ بعضهم عن بعض على أنّه من أتى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من أصحابه بغير إذن وليّه ردّه عليهم، ومن أتى قريشا ممّن مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لم يردّوه عليه، وإنّ بيننا عيبة مكفوفة إنّه لا إسلال ولا إغلال، وكان في شرطهم حين كتبوا الكتاب أنّه من أحبّ أن يدخل في عقد محمّد وعهده دخل فيه، ومن أحبّ أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه فتواثبت خزاعة فقالوا: نحن مع عقد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وعهده، وتواثبت بنوبكر فقالوا ... في عقد قريش وعهدهم وإنّك ترجع عنّا عامنا هذا فلا تدخل علينا مكّة، وإنّه إذا كان عام قابل خرجنا عنك فتدخلها بأصحابك، وأقمت فيهم ثلاثا معك سلاح الرّاكب لا تدخلها بغير السّيوف في القرب. فبينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يكتب الكتاب إذ جاءه أبو جندل بن سهيل بن عمرو في الحديد قد انفلت إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. قال: وقد كان أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خرجوا وهم لا يشكّون في الفتح لرؤيا رآها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. فلمّا رأوا من الصّلح والرّجوع وما تحمّل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على نفسه دخل النّاس من ذلك أمر عظيم حتّى كادوا أن يهلكوا. فلمّا رأى سهيل أبا جندل قام إليه فضرب وجهه، ثمّ قال يا محمّد: قد لجّت القضيّة بيني وبينك قبل أن يأتيك هذا. قال: صدقت. فقام إليه فأخذ بتلبيبه (?) قال:
وصرخ أبو جندل بأعلى صوته يا معاشر المسلمين:
أتردونني إلى أهل الشّرك فيفتنوني فى ديني؟ قال: فزاد النّاس شرّا إلى ما بهم. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «يا أبا جندل: اصبر واحتسب؛ فإنّ الله- عزّ وجلّ- جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجا ومخرجا.
إنّا قد عقدنا بيننا وبين القوم صلحا فأعطيناهم على ذلك وأعطونا عليه عهدا، وإنّا لن نغدر بهم» قال فوثب إليه عمر بن الخطّاب مع أبي جندل فجعل يمشي إلى جنبه وهو يقول: اصبر أبا جندل فإنّما هم المشركون، وإنّما دم أحدهم دم كلب. قال: ويدني قائم السّيف منه قال: يقول رجوت أن يأخذ السّيف