وعامّتهم» (?) .
وقوله: «دع ما يريبك إلى ما لا يريبك» (?) ... إلى غير ذلك ممّا روته الكافّة عن الكافّة من مقاماته ومحاضراته وخطبه وأدعيته ومخاطباته وعهوده ممّا لا خلاف أنّه نزل من ذلك مرتبة لا يقاس بها غيره وحاز فيها سبقا لا يقدر قدره (?) .
اختصّ نبيّنا صلّى الله عليه وسلّم، بأنّ الله عزّ وجلّ نصره بالرّعب، وهو الفزع والخوف، فكان سبحانه يلقيه في قلوب أعداء رسوله صلّى الله عليه وسلّم، فإذا كان بينه وبينهم مسيرة شهر (?) أو شهرين هابوه وفزعوا منه، فلا يقدمون على لقائه (?) .
قال الحافظ ابن حجر- رحمه الله-: وهذه الخصوصيّة حاصلة له على الإطلاق حتّى لو كان وحده بغير عسكر، وهل هي حاصلة لأمّته من بعده؟ فيه احتمال (?) .
وممّا ورد في السّنّة مؤيّدا لهذا المعنى:
عن جابر- رضي الله عنه- أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «أعطيت خمسا لم يعطهنّ أحد قبلي: نصرت بالرّعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا. فأيّما رجل من أمّتي أدركته الصّلاة فليصلّ، وأحلّت لي المغانم ولم تحلّ لأحد قبلي، وأعطيت الشّفاعة، وكان النّبيّ يبعث إلى قومه خاصّة وبعثت إلى النّاس عامّة» (?) .
- وعن أبي أمامة- رضي الله عنه-؛ قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «فضّلت بأربع: جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، فأيّما رجل من أمّتي أتى الصّلاة فلم يجد ما يصلّي عليه وجد الأرض مسجدا وطهورا، وأرسلت إلى النّاس كافة، ونصرت بالرّعب من مسيرة شهرين يسير بين يديّ، وأحلّت لي الغنائم» (?) .