مصدر قولهم: كتم يكتم، كتما وكتمانا، وهو مأخوذ من مادّة (ك ت م) الّتي تدلّ على الإخفاء، ومن ذلك قولك: كتمت الحديث كتما وكتمانا، ويقال:
ناقة كتوم: لا ترغو إذا ركبت، قوّة وصبرا، وسحاب مكيتم: لا رعد فيه، وخرز كتيم: لا ينضح الماء، وقوس كتوم لا ترنّ (?) ، وقال الرّاغب: الكتمان: ستر الحديث، وكتمان الفضل هو كفران النّعمة، وقول الله تعالى:
وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثاً (النساء/ 42) ، قال ابن عبّاس- رضي الله عنهما- إنّ المشركين إذا رأوا أهل القيامة لا يدخل الجنّة إلّا من لم يكن مشركا، قالوا: وَاللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ (الأنعام/ 23) فتشهد عليهم جوارحهم، فحينئذ يودّون أن لم يكتموا الله حديثا.
وقال الحسن: في الآخرة مواقف، في بعضها يكتمون وفي بعضها لا يكتمون، وعن بعضهم:
لا يكتمون الله حديثا: هو أن تنطق جوارحهم (?) .
وقولهم: سرّ كاتم، أي مكتوم. ومكتّم (بالتّشديد)
الآيات/ الأحاديث/ الآثار
11/ 8/ 10
بولغ في كتمانه، واكتتمته مثل كتمته، أمّا استكتمته سرّي فمعناه: سألته أن يكتمه، وكاتمني سرّه: كتمه عنّي، ورجل كتمة: إذا كان يكتم سرّه (?) ، ورجل كاتم للسّرّ وكتوم، والكتيم والكتوم القوس، وفي الحديث:
أنّه كان اسم قوس سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الكتوم» سمّيت به لانخفاض صوتها إذا رمي عنها، يقال:
كتمت (القوس) كتوما، وكتمت المزادة تكتم كتوما (أيضا) إذا ذهب سيلان الماء من مخارزها أوّل ما تسرّب (?) ، وقال الفيروز اباديّ: يقال: كتم الشّيء كتما وكتمانا، وكتّمه تكتيما، واكتتمه: أخفاه، قال زهير:
فلا تكتمنّ الله ما في نفوسكم ... ليخفى، ومهما يكتم الله يعلم
يؤخّر فيوضع في كتاب فيدّخر ... ليوم الحساب أو يعجّل فينقم
وكتمان الحقّ في قوله تعالى: وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (آل عمران/ 71) إنّما هو لليهود الّذين كانوا يعرفون نعوت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وصفاته الواردة في التّوراة ويخفونها (?) .