الارتقاء من الاحساس بمعاني الإيمان (?) والتدبر (?) والتفكر (?) والذكر (?) والشكر (?) والعبادات المتنوعة من صلاة (?) وصوم (?) وحج (?) لتوثيق الصلة بالخالق «الصلاة معراج المؤمن» ، ومن الانتصار للحق والعدل والخير والجمال، بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (?) ، ومن تمثل القيم الإسلامية في واقع حياته ليكون مثال «الإنسان الصالح» (?) ، ومن العطاء السخي للآخرين (?) عن طريق «العمل الصالح» (?) ، الذي يقربه إلى الله تعالى.

إن دائرة العمل الصالح واسعة، وهو يهدف إلى الارتقاء بالحياة الروحية والمادية ومساندة قيم الحق والخير والجمال في الأرض. وهي معاني كبيرة لا يسهل تحقيقها نسبيّا، وإن تحققت في جيل فليس ثمة ما يضمن تحققها في جيل لاحق، فالصعود والهبوط يتعاقبان في تاريخ البشر، وتجديد الدين وإحياء السنن وتوثيق عرى الإيمان يرتبط بالدعوة الإسلامية (?) ، ومدى وعي الدعاة لمضامين الإسلام وشموليته، وقدرتهم على تمثل تعاليمه، وإقناع الآخرين بها.

إن القرآن هو أول كتاب باللغة العربية حرّك وعي الإنسان قبل أربعة عشر قرنا، وفتح عقله على مكانه في الكون والحياة، وعرّف بالحقوق والواجبات التي تعمق وعيه الاجتماعي ونظرته الإنسانية، وقد كان النبي صلّى الله عليه وسلّم يوضح ذلك كله بأقواله وسيرته الشخصية، ونظرا لتمثله القرآن بعمق ووعي خاصين، وتأثيره الكبير في جيله خاصة، فإن الرؤية القرآنية تحولت إلى واقع إنساني معاش، تفاعل مع الوحي الإلهي- قرآنا وسنة، وأثمر ارتقاء عظيما في الوعي الإنساني العام عندما انتشر الإسلام عبر الزمان والمكان.

هدفت الدعوة الإسلامية إلى تخفيف معاناة الإنسان في الحياة، والتي يمكن أن تتضاءل بازدياد وعيه في ظل الوحي الإلهي، في حين قد يؤدي ازدياد الوعي إلى زيادة المعاناة عند غياب الإيمان، فقسوة الحياة تشتد عندما تفتقد المعنى، والدين هو الذي يعطيها المعنى، نعني بذلك التحلي بالصبر (?) .

وقصدت الدعوة الإسلامية إلى تحرير الإنسان من الأوهام والأساطير والخرافات والشعوذة التي يقوم بها منتفعون يزعمون أنهم وسطاء بين الله والناس. وأحيانا اتخذ الإنسان وسطاء من الحجر والشجر والبشر يناجونهم ويسألونهم، فأعلنت الدعوة الإسلامية أن ذلك محض شرك وأنه لا واسطة بين الله والإنسان (?) ، وفي الحديث

طور بواسطة نورين ميديا © 2015