الظاهرة: كانت بين مأرب والشام، وقيل: هي السروات، وأنهم لما قالوا: "باعد بين أسفارنا" مللا من النعيم والسفر في العمران المتصل، وكفروا بالراحة، عاقبهم الله فأهلك أرضهم ومزقهم، وجرى المثل فيهم فقيل: "تفرقوا أيدي سبا".
وقال المسعودي: "كان أهل مأرب يعبدون الشمس، فبعث الله لهم رسلا، فكذبوهم وقالوا لهم: إن كنتم رسلا فادعوا الله أن يمزقنا كل ممزق، ويباعد بين أسفارنا، فدعوا الله فأجابهم".
قال صاحب التيجان: "وكان لمزيقيا بتلك البلاد أملاك عظيمة لم يكن لأحد من تبابعة اليمن مثلها. فأعمل الحيلة في الخروج من اليمن وبيع أملاكه، وخاف إن نادى ببيع أملاكه أن ينكر قومه ذلك، فقال لولده ثعلبة العنقاء: إذا أنا قعدت في محفل قومي وأمرتك بكذا، فأظهر عصياني، فاني سأنكر ذلك وأضربك، فقم فالطمني في خدي. ففعل ما أمر به أبوه، فأراد قومه قتله إعظاماً لما فعل بالملك، فقال: لا تقتلوه فإن الرحمة غلبت له في قلبي على السخط، ولكن سأبلغ منه أعظم مبلغ: إنما استطال ثعلبة وأطغاه المال، وأنا أبيع جميع مالي بمأرب تحت السد؛ ونذر لله نذراً ليفعلن. فاغتنم الأزد ذلك وحمير واشتروه".