وقال آخر: فلان أفصح خلق الله كلاماً إذا حدث، وأحسنهم استماعاً إذا حدث، وأسكتهم عن الملاحاة إذا خولف؛ يعطي صديقه الناقلة، ولا يسأله الفريضة؛ له نفس عن العوراء محصورة، وعلى المعالي مقصورة، كالذهب الأبريز الذي يفيد كل أوان، والشمس المنيرة التي لا تخفى بكل مكان؛ وهو النجم المضيء للحيران، والبارد العذب للعطشان.
وقال أعرابي: فلان ليث إذا عدا، وغيث إذا غدا، وبدر إذا بدا، ونجم إذا هدى، وسهم إذا أردى.
وقال آخر: الاغتراب يرد الجدة ويكسب الجدة.
وقيل لأعرابي: كيف ابنك؟ فقال: عذاب رعف به الدهر، فليتني أودعته القبر؛ فإنه بلاء لا يقاومه الصبر، وفائدة لا يجب فيها الشكر.