"وقال صالح بن كيسان: كان والله النابغة مخنثاً، أما سمعت إلى قوله:

سقط النصيف ولم ترد إسقاطه ... فتناولته واتقتنا باليد

فوالله ما يحسن هذه الإشارة، ولا هذا القول إلا مخنث".

وكان خاصاً بالنعمان بن المنذر، ثم إنه هرب منه لأجل أنه شبب بزوجة النعمان المتجردة في قصيدته الدالية. وقيل: كان السبب في هروبه أن عبد القيس بن خفاف التميمي ومرة بن سعد بن قريع السعدي عملا هجاء في النعمان، فأنشداه النعمان، ونسباه إلى النابغة، ومنه:

قبح الله ثم ثني بلعن ... وارث الصائغ الجبان الجهولا

من يضر الأدنى ويعجز عن ضر ... (م) الأقاصي ومن يخون الخليلا

يجمع الجيش ذا الألوف ويغزو ... ثم لا يرزأ العدو فتيلا

وكان جده لأمه صائغاً ثم إن النابغة بعد ذلك وفد على النعمان مع الفزاريين، فكلموه فيه، فرضي عنه، وأنشد قصيدته الدالية:

يا دار مية بالعلياء فالسند

طور بواسطة نورين ميديا © 2015