ذكر صاحب التيجان: "انه ولي الملك بعد أبيه، وكان أمر بني قحطان قد خرج، فقام فيهم، وتكلم بخطبة بليغة، قال فيها: يا بني قحطان إنكم إن لم تقاتلوا الناس قاتلوكم، وإن لم تغزوهم غزوكم، ولم يغز قوم قط في عقر دارهم إلا ذلوا".
"ثم نهض إلى أرض بابل حتى بلغ أرمينية، وبنى قنطرة سنجة على نهر الساجور الخارج في أرض الشام من الفرات، وهي من آثار الدنيا العجيبة، وجاز عليها إلى ما أراده من بلاد الشام. وسار إلى مصر، وبنى بها مدينة عين شمس الجليلة الآثار".
"وكان يعبد الشمس، ودان بذلك بنوه من بعده، فكان يبني الهياكل لها حيث اختار. وولي على مصر ابنه بابليون، وبه سميت أرض مصر: بابليون، وإلى اليوم تعرفها الروم بذلك".
قال ابن هشام: "ولما بنى مدينة عين شمس قال لابنه: إني بنيتها لتكون صلة بين المشرق والمغرب. وأوصى ابنه وخاطبه بهذا الشعر: