قال البيهقي: وديار العرب جمهورها كما قال شاعرهم:
بأودية أسافلهن روض ... وأعلاها إذا خفنا حصون
وأخبرني النجم الريحاني، وزير أبي عزيز صاحب مكة، أنه أشير على أبي عزيز أن يشيد له قصراً تظهر عليه أبهة الملك، ويكون منه اعتناء في تشييد سوق مكة، فقال: نحن أمة أسوارنا سيوفنا، ومعاقلنا خيولنا، وقد قال شاعرنا:
ونحن أناس لا حصون بأرضنا ... نلوذ بها إلا السيوف القواضب
ثم أطرق ساعة وقال:
إذا افتخر الأعاجم بابتناء ... تميل به إذا بلي الدعائم
فان بناءنا أبداً جديد ... دعامه مشيدات المكارم
ويحكي أن أنوشروان ملك الفرس عاب على بعض العرب تجولهم في أقطار الأرض، وقلة سكناهم في المباني، فقال: ذلك لأنا ملكنا الأرض ولم تملكنا. وهذه من البلاغة العجيبة.