أنت كبيرنا لم يكن لتخف إليه. قال: فليأت من يبلغه عني؛ فانتدب رجلان لرسالته. فلما وصلا إلى النبي عليه السلام قالا: نحن رسولا أكثم بن صيفي، وهو يسألك: من أنت؟ وما أنت؟ وفيم جئت؟ فقال صلى الله عليه: أنا محمد بن عبد الله، وأنا عبد الله ورسوله؛ ثم تلا عليهما "إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى" (الآية) . فأتيا أكثم فقالا: أبى أن يرفع نسبه، فسألنا عنه فوجدناه زاكي النسب، واسطاً في مضر، وقد رمى إلينا بكلمات قد حفظناها. فلما سمعها أكثم قال: أي قوم، أراه يأمر بمكارم الأخلاق وينهى عن ملائمها، فكونوا في هذا الأمر رؤوساً ولا تكونوا أذناباً، وكونوا فيها أولا ولا تكونوا فيه آخراً.
ولم يلبث أن حضرته الوفاة ولم يصح إسلامه، فقال: أوصيكم بتقوى الله وصلة الرحم فإنه لا بُقيا عليهما".
من الأغاني: "من شعراء الجاهلية وفحولها. قال أبو عمرو بن العلاء: كان أوس بن حجر شاعر مضر حتى أسطقه النابغة وزهير، وهو شاعر تميم في الجاهلية غير مدافع".