يا أمتاه، إن الفتاة تحب الفتى كما تحب الرعاء لين الكلا. فقالت لها: أي بنية، إن الفتى كثير الحجاب، كثير العتاب. قالت: يا أمتاه، أخشى الشيخ أن يدنس ثيابي، ويشمت بي أترابي! فلم تزل بها أمها حتى غلبتها على رأيها، فتزوجها وحملها إلى قومه. فبينا هو ذات يوم بفناء بيته، وهي جالسة إلى جنبه، إذ أقبل فتيان يعتجلون في مشيهم، فتنفست الصعداء، وأرخت عينيها [بالبكاء] فقال لها: ما يبكيك؟ فقالت: مالي وللشيوخ الناهضين كالفروخ! [فقال] : ثكلتك أمك "تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها"، أما وأبيك لرب غارة شهدتها، وخيل وزعتها، وسبية أردفتها، وخمر سباتها، فالحقي بأهلك! ثم قال:

تهزأت أن رأتني لابساً كبراً ... وغاية الناس بين الموت والكبر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015