قال: ولما نزلت "وأنذر عشيرتك الأقربين" صعد الرسول صلى الله عليه وسلم على الصفا، فنادى: يا صباحا فاجتمعوا فقال: أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلا تخرج من صخرة بسفح هذا الجبل تريد أن تغير عليكم، صدقتموني؟ قالوا: نعم؛ قال: فاني نذير لكم بين يدي عذاب شديد! فقال أبو لهب: تباً لك آخر الدهر ما دعوتنا إلا لهذا! فنزلت السورة.
وقيل: إنه كان إذا وفد وفد على رسول الله صلى الله عليه، انطلق إليهم أبو لهب فسألوه عنه، فيقول: إنه ساحر كذاب! فيرجعون عنه ولا يلقونه. فأتاه مرة وفد، وفعل معهم مثل هذا، فقالوا: لا ننصرف حتى نراه ونسمع كلامه؛ فقال أبو لهب: إنا من نزل نعالجه من الجنون، فبلغ الرسول صلى الله عليه ذلك، فاكتأب له، ونزلت السورة.
وفي عقب أبي لهب شرف وخير كثير في الإسلام.
ذكروا أنه كان توأما مع هاشم وكان الخارج أولا هاشم، فقدر الله أن يكون بين أولادهما في الجاهلية والإسلام من المقاطعة والحرب ما ملئت به السير والتواريخ.
وشرف هذا البيت دائر على العنابس والأعياص، فالعنابس من ولد عبد شمس شبهوا بالأسود لشجاعتهم. وسيدهم الذي له العقب النابه: