أبلغ النعمان عني مألكاً ... أنه قد طال حبسي وانتظاري
لو بغير الماء حلقي شرق ... كنت كالغصان بالماء اعتصاري
ولما طال حبسه كتب إلى أخيه أبي زيد شعراً، وكان نائبه بباب أبرويز، فكتب أبرويز إلى النعمان في إطلاقه، وأرسل رسولاً بكتابه، فنم بذلك أعداؤه إلى النعمان وقالوا له: بادر بقتله قبل أن يصل إليك الكتاب، فيخرج على غير اختيارك، ويسعى في هلاك الجميع! فبادر النعمان بأن بعث إليه من قتله. فلما وصل الرسول، ودفع إليه الكتاب، أمر بإطلاقه، وأنعم عليه بمال جزيل، فسار إلى الحيرة ليخرجه، فأعلم أنه قد مات منذ أيام ولم يجسر أحد [أن] يخبر الملك بذلك.
ثم كتب النعمان إلى أبرويز يعزيه فيه، وأرسل إليه ابنه زيد بن عدي عوضاً منه، فجعله أبرويز في مكان أبيه، فأعجب به كسرى وقربه، وصار يكثر من الدخول عليه. وكانت لملوكهم صفة في النساء مكتوبة عندهم، فكانوا يبعثون في تلك الأرضين بتلك الصفة غير أنهم لم يكونوا يتناولون أرض العرب بشيء من ذلك. فكتب كسرى بتلك الصفة، فأعلمه زيد بن عدي أن عند النعمان من بناته وأهله أكثر من عشرين امرأة على هذه الصفة! وقال: الرأي في ذلك أن تبعثني إليه في هذا الشأن فإن العرب