ملوك الحيرة. فلما عاد ملك الحيرة إلى المنذر حسده الحارث الأعرج الجفني، وجمع معه كثيراً من عرب أطراف الشام والحجاز الشمالي، وقصد بلاد المنذر، وأراد أن يرد ملك المعدية إلى
حجر بن الحارث. فخرج له المنذر بن ماء السماء، وتلاقوا بعين أباغ المشهور يومه في وقائع العرب الذي قيل فيه: "ما يوم حليمة بسر"، وكانت الهزيمة على المنذر، وملك الحيرة وقتله الحارث الأعرج.
وقيل: "إن يوم عين أباغ بعد يوم حليمة، والمقتول في عين أباغ هو المنذر بن المنذر، خرج يطلب بدم أبيه، فقتله الحارث الأعرج أيضاً".
قال صاحب تواريخ الأمم: "وقد سمعنا [من يذكر] أن قاتله مرة بن كلثوم أخو عمرو بن كلثوم سيد تغلب".
وأما ما كان من حديث الحارث الكندي فإن صاحب تواريخ الأمم ذكر أنه انهزم من المنذر ملك الحيرة إلى جهة كلب، فوقع عليه بنو كلب بمسحلان، فقتلوه؛ واختلف أولاده فقتل عامتهم.
حجر بن الحارث
وكان حجر بن الحارث قد ملكه أبو على بني أسد فتماسك فيهم، وكان له أيضاً ملك غطفان، وكانت له عليهم إتاوة في كل سنة.