ثم إن سيف بن ذي يزن أساء الرأي "فاتخذ من بقايا الحبشة خدماً، فخلوا به يوماً في متصيد، فزرقوه بحرابهم، فوقع ميتاً، وهربوا في رؤوس الجبال".
وتفرق أهل اليمن بعده في مخاليفهم، وصاروا ملوك طوائف لا ينقاد بعض لبعض. وكان بصنعاء الأبناء - وهم أبناء الفرس الذين فتحوا اليمن - ومنهم عمال الأكاسرة.
ودخل زمان الهجرة النبوية وباذان الفارسي عامل أبرويز ملك الفرس، ثم أسلم في زمان ابنه شيرويه بن أبرويز.
قال صاحب تواريخ الأمم: "ليس في جميع التواريخ أسقم من تاريخ ملوك حمير؛ لما يذكر فيه من كثرة عدد سنيهم مع قلة ملوكهم".
قال: "وقد زعموا أن جميع ملوك حمير باليمن ستة وعشرون ملكاً في مدة ألفين وعشرين سنة. ثم ملك بعدهم من الحبشة ثلاثة، ثم من الفرس ثمانية، وانتقل الملك بها إلى قريش".