ومنهن: المهجورة، كقول أزاد على لسانها:
سحقا لغادية بالغيث تحرقني ... من أين ماء قراح حصل الحرقا
فعل السحائب إرسال الحيا كرما ... فما لهذي الغوادي تمطر البرقا
قد سبق أن موسم السحاب عدو للمرأة النائية عن محبها. وقوله:
تركت فتية رامتين حليها ... وتفيض دمعا قانيا هطالا
قالت متى راح الحبيب أرى الحلي ... دهما على الأغصان أو أغلالا
ومنهن: النادمة، هي التي تصد عن الحبيب، ثم ترجع عن الصدود، كقول الصفي الحلي:
أصفتك من بعد الصدود مودة ... وكذا الدواء يكون بعد الداء
أبكي وأشكو ما لقيت فتلتهي ... عن در ألفاظي بدر بكائي
وقول أزاد:
أسعاد زرت العاشقين تفضلا ... كيف أطلعت على جوى الغرباء
وجبر نقصان الصدود بنظرة ... ما أحسن الحسنى من الحسناء
ومنهن: المغترة، هي التي ترسل السفيرة إلى المحب فيجامعها، ثم ترجع، فتعرف المرسلة ما جرى بينهما بالعلامات، كتمزق القميص، وانفصام القلادة، وانتشار النشور، وغيرها، وتعاتبها. ووجه التسمية ظاهرة، وهو انخداعها بالسفيرة، كقول أزاد على لسانها تخاطب سفيرتها: