نوراني وهذا جسم ظلماني، وبينهما فاصلة من الغبراء إلى السماء، فلا ندري أي نسبة خلقها الله تعالى بينهما منشأ للسيلان ومصدرا للهيمان، مع وجود عدم المناسبة بينهما في الظاهر، ومن ههنا يظهر أن واحدا منا إن عشق ذا شكل قبيح، فهو معذور، ينبغي ألا يلومه لائم لأن الله تعالى خلق بينهما نسبة خفية هي علة للمحبة، والعقل قاصر عن إدراكها، ومن ثم قال بعض الحكماء: الحسن مغناطيس روحاني لا يعلل جذبه للعقول بعلة سوى الخاصة. وما أحسن ما قال الزاهي البغدادي:
وكم أبصرت من حسن ولكن ... عليك لشقوتي وقع اختياري
ذكره أزاد: ثالثتهن: المعلنة، هي التي تعلن فسقها، كقول بعضهم:
وددتك لما كان ودك خالصا ... وأعرضت لما صرت نهبا مقسما
ولن يلبث الحوض العتيق بناؤه ... إذا كثر الوراد أن يتهدما
وقول الصاحب عطا ملك في امرأة اسمها شجر موريا:
يا حبذا شجر وطيب نسيمها ... لو أنها تسقى بماء واحد
وقول ابن الخازن في مليح:
تسل يا قلب عن سمح بمهجته ... مبذل كل من يلقاه يعرفه
كالماء أي صد وافاه ينهله ... والغصن أي نسيم هب يعطفه
وقول العباس بن الأحنف:
كتبت تلوم وتستريث زيارتي ... وتقول لست لعهدنا بالعاهد