معظما في القلوب، لم يبعث الله نبيا إلا جميل الوجه، كريم الحسب، شريف النسب، حسن الصوت، وأوتي يوسف عليه السلام شطر الحسن، وفي صفته صلى الله عليه وسلم: كأن الشمس تجري في وجهه، وبالجملة فقد كان صلى الله عليه وسلم من الحسن في الذروة العليا، ومن الجمال في المرتبة القصوى، كما يفصح عنه كتاب "الشمائل" للترمذي وغيره، وكان يدعو الناس إلى جمال الباطن والظاهر، ويقول: "إن الله جميل يحب الجمال". فكل جمال بالنسبة إلى بحره بلالة، وإلى نوره ذبالة، وهذا هو المطلب الذي تكل عنه البصائر، ويقصر عنه كل ذي حد جائر. وقال تعالى: (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم) [التين: 4] أي تعديل لقامته وصورته كله. وجاء في تفسير قوله تعالى: (يزيد في الخلق ما يشاء) [فاطر:1] إنه الوجه الحسن، والصوت الحسن. قال بعض الحكماء: قلما توجد صورة حسنة تدبرها نفس ردية، والحسن أول سعادة الإنسان، وقلما تجد الخلق إلا تبعا للخلقة، تناسبا مطردا، وأصلا لا ينعكس، وإجماعا لا ينفرد، لكنه إن كان أمرا مرغوبا فيه، فأن حسن السيرة أفضل منه، وتدل عليه وجوه ذكرها الرازي في "أسرار التنزيل". ثم الشعراء أكثروا في تشبيه الأعضاء بالحروف، فشبهوا الحاجب بالنون، والعين بالعين، والصدغ بالواو، والفم بالميم،

والطرف بالصاد، والثنايا بالسين، والطرة المضفورة بالشين، والقامة بالألف. وأورد في "ديوان الصبابة" لذلك أمثلة كثيرة من الأشعار، وشبهوا بالفواكه أيضا، كالخدود بالتفاح، والشفة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015