بلاد الهند المذكورة في "القاموس" وقنوج موطن هذا العبد المؤلف، وكان رحمه الله تعالى فاضلاً فقيهاً محدثاُ أديباً، بارعاً في العلوم العقلية والنقلية، جامعاً للفضائل والكمالات الصورية والمعنوية، وجملة أشعاره في "السبعة السيارة" وغيرها أحد عشر ألفاً، وما سمع قط من أهل الهند من يكون له ديوان عربي ومن يكون له شعر عربي على هذه الحالة، وهو حسان الهند، مدح النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الدواوين، وأوجد في مدحه معاني كثيرة نادرة لم يتيسر مثلها لأحد من الشعراء المفلقين، وأبدع في قصائده المدحية مخالص لم يبلغ مداها فرد من الفصحاء المتشدقين، وله في التغزل طور خاص قلما يوجد في كلام غيره، يعرفه أصحاب الفن، وله تصانيف نفيسة حسنة جداً، وغالبها حاضر عندي، وكان يرجع نسبه إلى علي العراقي بن حسين بن محمد بن عيسى موتم الأشبال بن زيد الشهيد ابن الإمام علي زين العابدين رضي الله عنهم. توفي رحمه الله في سنة مئتين وألف هجرية، ودفن بالروضة من أرض الدكن. وأما أنا، فيرجع نسبي إلى علي بن الحسين السبط أيضاً، لكن بواسطة أئمة الهدى من أهل البيت، وعشيرتي معروفة بسادة بخارى، ولي أيضاً يد صالحة وجارحة عاملة في اللسان العربي والفارسي والهندي، وتصانيف كثيرة فيها، لكن غالبها في علم التفسير والحديث وفقه السنة وعلم العقائد وعلم التاريخ وعلم الأدب واللغة والبديع وغير ذلك، وولدت ببلدة بريلي موطن جدي القريب من جهة الأم،