خاتمة

للشعراء مقاطيع فائقة، وأبيات رائقة، يشير مجموعها إلى جميع الأصول السابقة، وتترجم عنده بالغزل والنسيب، لإعراب مضمونها عن نحو محاسن الحبيب، وتهييجها الأشواق المستقرة، حيث يذكر الشعر والطرة، وتفصيلها لتلك الجملة، من حيث وصف الحجاب والمقلة، إثارة ما قر من البلبال، عند ذكر الوجنة والخال، واستمالتها نفوس الأحباب، عند ذكر الثغر والرضاب، وإتيانها بأعذب الموارد بعدما حال الصدر، إذا ذكر النهد والصدر، ونشر مطاوي الأشواق، إذا سمح مدح الخلخال والساق، إلى غير ذلك مما اقترحته أفكارهم الدقيقة اللطيفة، وتخيرته في هذا الباب أذهانهم الشريفة، وبها نختم هذا المورد اللطيف، وما يتعلق بالعشق من هذا التأليف. قال ابن نباتة المصري:

أيها العاذل الغبي تأمل ... من غدا في صفاته القلب ذائب

وتعجب لطرة وجبين ... إن في الليل والنهار عجائب

ولابن المطران:

ظباء أعارتها المها حسن مشيها ... كما قد أعارتها العيون الجآذر

فمن حسن ذاك المشي جاءت وقبلت ... مواطئ من أقدامهن الغدائر

ولحسام الدين الحاجري:

ومهفهف من شعره وجبينه ... تغدو الورى في ظلمة وضياء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015