حدّثني أبو أحمد عبد السلام بن عمر بن الحارث «1» ، قال:
جاء رجل من الصوفية إلى بجكم»
وهو بواسط، فوعظه، وتكلّم عليه بالفارسية والعربية، حتى أبكاه بكاء شديدا.
فلمّا ولّى من بين يديه خارجا، قال بجكم لبعض من بحضرته: احمل معه ألف درهم، وادفعها إليه.
قال: فحملت، فأقبل بجكم على من بين يديه، فقال: ما أظنه يقبلها وهذا محترق بالعبادة، أيش يعمل بالدراهم.
قال: فما كان بأسرع من أن رجع رسوله الذي كان أنفذه بالدراهم، فارغ اليد.
فقال له بجكم: أيّ شيء عملت؟
قال: أخذت إليه الدراهم، وأعطيته إيّاها.
قال بجكم: فأخذها؟
قال: نعم.
فعضّ بجكم على شفتيه، وقال: إنّا لله، حيلة تمت عليّ، كلّنا صيادون لكنّ الشباك تختلف «3» .