أخبرنا التوزي «1» ، والتنوخي «2» ، قالا: حدثنا أبو عمر محمد بن العباس «3» ، حدثنا محمد بن خلف «4» ، قال: وذكر بعض الرواة عن العمري:
كان أبو عبد الله الحبشاني، يعشق صفراء العلاقمية، وكانت سوداء، فاشتكى من حبها، وضني حتى صار إلى حد الموت، فقال بعض أهله، لمولاها: لو وجهت صفراء إلى أبي عبد الله الحبشاني، فلعله يعقل إذا رآها، ففعل، فلما دخلت إليه صفراء، قالت: كيف أصبحت يا أبا عبد الله؟
قال: بخير، ما لم تبرحي.
قالت: ما تشتهي؟
قال: قربك.
قالت: فما تشتكي؟
قال: حبك.
فقالت: أفتوصي بشيء؟
قال: نعم، أوصي بك، إن قبلوا مني.
فقالت: إني أريد الانصراف.
قال: فتعجّلي ثواب الصلاة عليّ. فقامت، فانصرفت.
فلما رآها مولّية، تنفّس الصعداء، ومات من ساعته.
مصارع العشاق 2/50